
يغفل كثيرون عن الاهتمام بشرب الماء يومياً بشكل كاف، خاصة في الصيف، ما يعرضهم لمشكلات صحية مزعجة قد تصل إلى الجفاف، وتعريض الحياة للخطر.
وتقدم د. رحاب أشرف، الأستاذة بقسم الكيمياء الحيوية الطبيعية في المركز القومي للبحوث بالقاهرة، مجموعة من الإرشادات العلمية للتعامل الصحيح مع الماء.
وتقول د. رحاب أشرف: النظام المائي لا يقل أهمية عن الغذائي، خاصة في الصيف، إذ يفقد الجسم كمية كبيرة من الماء، ما يستوجب الاهتمام بتعويض هذا الفاقد دون إبطاء. ويجب ألا تقل كمية الماء التي يجب أن يشربها الإنسان يومياً عن 3 لترات، والزيادة مهمة ومفضلة.
وتشير إلى أن الجسم عندما يتعرض لدرجة حرارة عالية يبدأ في المعاناة من بعض المشكلات الصحية؛ لأن الماء يدخل في كل العمليات الحيوية اللازمة التي يقوم بها.
وتوضح د. رحاب أشرف أن الإنسان يفقد في الأوقات العادية نحو 1% من السوائل الموجودة في الجسم، بسبب العرق، وغيره، ويجب عليه تعويض ما يفقده على الفور، حتى لا يبدأ في الشعور بالعطش. وتؤكد ضرورة ألا يشعر الإنسان بالعطش على الإطلاق، لأنه يعني أن الجسم بدأ يدخل في حالة عدم توازن حراري، وهو ما ينذر بمشكلات أخرى.
وتشدد د. رحاب أشرف على أن الجسم إذا فقد فعلاً أكثر من 1% من السوائل الموجودة فيه دون تعويض سريع يبدأ الإنسان في الشعور بأعراض أشد من العطش، مثل الجفاف، والدوخة، وعدم الارتياح العام.
وتؤكد أن الأمر يصبح أسوأ إذا فقد الجسم نحو 4% من السوائل الداخلية، إذ يبدأ الشعور القوي بالجفاف، والتعب، وعدم التركيز.
وتنصح بأن يحرص الإنسان على شرب الماء وفق ما يناسب وزنه، فمثلاً إذا كان من 40 إلى 60 كيلوجراماً يجب شرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يومياً في الأوقات العادية، أما في فصل الصيف فيجب مضاعفة الكمية إلى 6 لترات. وإذا كان وزن الإنسان أكثر من 60 كيلوجراماً فعليه زيادة الماء بما يناسبه وزنه، بل أكثر في الصيف.
وتدعو د. رحاب إلى الحرص في كل الأحوال على شرب الماء بكثرة حتى يستطيع الجسم القيام بالعمليات الحيوية، على أكمل وجه، لأنها تعتمد عليه اعتماداً أساسياً، خاصة عملية الهضم.
وتقول: إن بعض من يكثرون من تناول المشروبات المنبهة، مثل الشاي والقهوة، قد يحسبون كمياتها ضمن كمية الماء الواجب شربها، وهذا صحيح نظرياً، لكنه من الناحية الصحية يتسبب في إرهاق الكليتين والقلب.
وتحذر من لجوء البعض إلى ترك زجاجات المياه البلاستيكية في السيارة، ثم إعادة الشرب منها، موضحة أن المياه تتفاعل مع البلاستيك عند تركها في درجة حرارة الجو، خاصة في الصيف، ما يسبب مشكلات صحية، مثل آلام المعدة، والدوخة، والدوار، والخلل في بعض الهرمونات.
الخليج