
مع احتدام سباق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا، خصوصاً في أميركا، كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة «ميتا» ومؤسسها، مارك زاكربرغ، أن عدد مستخدمي أداة «ميتا إيه آي» بلغ مليار مستخدم نشط شهرياً، ما يضع شركته في صدارة سباق التفاعل الجماهيري مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى جانب منافسين كبار مثل «غوغل» و«أوبن إيه آي».
رهان على الانتشار داخل التطبيقات
جاء تصريح زاكربرغ في الاجتماع السنوي لمجموعة «ميتا»، إذ أكد أن المساعد الذكي الخاص بالشركة، والمُدمج في تطبيقات مثل «فيسبوك» و«واتساب» و«إنستغرام»، يُستخدم من قِبل مليار شخص على الأقل مرة واحدة شهرياً.
وتمتاز إستراتيجية «ميتا» في هذا المجال بدمج الذكاء الاصطناعي داخل التطبيقات التي يستخدمها الناس يومياً، ما يعزّز سهولة الوصول والتفاعل من دون الحاجة إلى تنزيل تطبيقات مخصصة أو تغيير العادات الرقمية.
منافسة محتدمة
تأتي تصريحات زاكربرغ بعد أيام من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، بأن خدمة AI Overviews الجديدة ضمن محرّك البحث يستخدمها أكثر من 1.5 مليار مستخدم شهرياً، ما يُظهر أن الشركة تضع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول شريحة ضخمة من الجمهور، عبر الدمج المباشر في عمليات البحث.
كما أعلن بيتشاي أن مساعد «جيميناي» الذكي من «غوغل» يملك نحو 400 مليون مستخدم نشط شهرياً، وهو رقم يعكس التوسّع السريع للخدمة، خصوصاً بعد إعادة تصميم التطبيق في عام 2024.
أما شركة «أوبن إيه آي»، فأشارت في وقت سابق إلى أن عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» النشطين أسبوعياً بلغ 400 مليون مستخدم في شباط (فبراير) الماضي، رغم أنها لا تمتلك منصة اجتماعية جاهزة تضخ المستخدمين كما تفعل «ميتا» أو «غوغل».
من الفوز بالأرقام إلى الفوز بالتأثير
رغم السباق المحموم على تسجيل أرقام قياسية، إلا أن المنافسة لا تقتصر على عدد المستخدمين فقط، بل تتعلّق أيضاً بجودة التفاعل، ودقة الأجوبة، ومدى فائدة أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للمستخدمين.
في هذا السياق، تراهن «ميتا» على سهولة الوصول وانتشار المنصات، بينما تُراهن «غوغل» على عمق البحث والمعرفة، فيما تستمر «أوبن إيه آي» في التوسع عبر واجهات تفاعلية متقدمة وتركيز خاص على دقة اللغة والاستجابات.
المنصات الاجتماعية تتحوّل إلى بوابات ذكاء اصطناعي
ويُشير التوسع السريع لـ«ميتا إيه آي» إلى أن منصات التواصل الاجتماعي لم تعد فقط أماكن للنشر والتفاعل الاجتماعي، بل تحوّلت إلى بوابات رئيسية لتجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويظهر المساعد الذكي على «واتساب» و«إنستغرام» تلقائياً بمجرد كتابة استفسار في شريط البحث، من دون الحاجة إلى خطوات إضافية. كما أطلقت «ميتا» أخيراً تطبيقاً مستقلاً لـ«ميتا إيه آي»، في خطوة تهدف إلى تنويع قنوات الوصول إليه.
«ميتا» تُهيمن رقمياً
في كانون الأول (ديسمبر) 2024، بلغ عدد مستخدمي إحدى منصات «ميتا» يومياً نحو 3.5 مليارات شخص حول العالم، وهو ما يمنح الشركة قاعدة ضخمة لتوسيع أدواتها الذكية.
لكن مع تصاعد المنافسة من «غوغل»، التي تُهيمن على البحث، و«أوبن إيه آي»، التي تُهيمن على الحديث عن الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال مفتوحاً: هل تستطيع «ميتا» الحفاظ على هذا التفوق الرقمي والتحوّل إلى الشركة الأولى في الذكاء الاصطناعي التفاعلي؟