يخيم على سوق العقارات في السويداء هذه الأيام ركود غير مسبوق، واللافت أن توقف حركة البناء والبيوع العقارية، لم تكن بسبب ارتفاع بورصة أسعار العقارات ومواد البناء كما في السنين الماضية، إلا أن أسبابه تكمن في عدم توافر السيولة المالية لدى الكثير من الراغبين بالشراء
فمن كان بالأمس يرى أنّ تجارة العقارات تجارة رابحة أصبح اليوم يبحث ” بالسراج والفتيلة” عن مشترٍ لها ولا يجده.
الخبير العقاري المهندس رفيق الجباعي ذكر لصحيفة (الحرية) أنه بالرغم من تراجع أسعار العقارات بحدود 50 بالمئة إلّا أن هذا الانخفاض لم يحرك السوق، الذي بات في حالة سبات شبه تام، وهذا بالتأكيد دفع بالكثيرين من متعهدي الأبنية والشقق السكنية للعزوف عن بناء المزيد منها، ولاسيما مع وجود مئات الشقق السكنية الجاهزة التي لم يتمّ بيعها لتاريخه
وتوقع الجباعي أن هذا الركود لن يطول كثيراً، وأن سوق العقارات سيعود للانتعاش من جديد في القادم من الأيام، وخصوصاً بعد استقرار أسعار الصرف في السوق المحلية، ورغبة الكثيربن من المغتربين بالعودة للاستثمار في أرض الوطن وسقوط النظام البائد، وخصوصاً بعد التراجع الكبير في التكاليف البنائية التي سبق أن أثقلت كاهل المتعهدين.
فعلى سبيل المثال كانت تكلفة بناء شقة مساحة مئة متر مربع على الهيكل تحتاج أكثر من 100 مليون ليرة، نتيجةً ارتفاع أسعار مواد البناء الداخلة في الإنشاء والإكساء، أما حالياً فهذا الرقم أصبح من الماضي، ولاسيما بعد أن سجلت أسعار مواد البناء تراجعاً ملحوظاً وأكبر مثال على ذلك الحديد الذي انخفض سعر مبيعه إلى 5 ملايين ليرة، علماً أنه سبق أن وصل إلى 12 مليون ليرة.
