هل انشق القنصل السوري في دبي أم «استدعي لدمشق لانتهاء مهامه»؟

ردت وزارة الخارجية السورية على بيان القنصل السابق في دبي، زياد زهر الدين، الذي أعلن فيه الانشقاق، أنه نقل إلى الإدارة المركزية بدمشق، وانتهت مهامه في القنصلية منذ 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأعلن زهر الدين انشقاقه عن الحكومة السورية، في بيان مصور قال فيه، إن قراره جاء احتجاجاً على «حملة الإبادة الجماعية (في السويداء) التي نفذتها (قوات هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع العشائر البدوية، وبإشراف مباشر من أعلى قيادات السلطة في دمشق»، بحسب بيانه.

وأعلن زهر الدين انضمامه إلى الأصوات المطالبة بتأسيس كيان خاص بالموحدين الدروز في سوريا، معبراً عن تضامنه مع الموقف الذي تمثله الرئاسة الروحية للطائفة بقيادة الشيخ حكمت الهجري.

واللافت أن زهر الدين استخدم تعبير «جبل الباشان» للإشارة إلى محافظة السويداء، وهو اسم عبري ورد بالتوراة ويشمل الجنوب السوري؛ جبل العرب والجولان وسهل حوران والقنيطرة، وهي التسمية التي استخدمها الشيخ الهجري مؤخراً.

وتقول المصادر المطلعة على وضع القنصل السابق، إنه وبعد قرار إنهاء تكليفه من قبل الخارجية السورية والعودة إلى الإدارة المركزية للوزارة، ضمن توجه عام لإعادة هيكلة السلك الدبلوماسي السوري الذي شمل عدة بعثات دبلوماسية، أرسل عائلته إلى ألمانيا طلباً للجوء.

«الخارجية» السورية شددت على أن «ما صدر عن المذكور من تصريحات ومواقف في الآونة الأخيرة لا يمثل الدولة السورية أو سياساتها الرسمية، وإنما يعكس موقفاً شخصياً بحتاً يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وأخلاقيات العمل القنصلي».

وأوضحت أن «القنصلية العامة للجمهورية العربية السورية في دبي، مستمرة في أداء مهامها وخدماتها القنصلية للمواطنين السوريين بصورة طبيعية ومنتظمة، وتعمل تحت الإشراف المباشر من وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق».

الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، قال لـ«الشرق الأوسط»، رداً على طلب تعليق منه على الحدث، إن بعض المواقع روج لخبر انشقاق مغادرة القنصل السوري في دبي لعمله، والصحيح أنه أعفي من عمله منذ مدة، ويعتقد أنه متورط ضمن منظومة فساد النظام السابق.

ويلفت علوان إلى أن هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها؛ إذ إن معظم المرتبطين بالنظام السابق في السفارات والقنصليات السورية يمتنعون عن تنفيذ قرار التحاقهم بمديريتهم المركزية في وزارة الخارجية بدمشق، ويفضلون بقاءهم بصفات مختلفة خارج سوريا، الأمر الذي يخلق حديثاً في الوسط الإعلامي حول خوفهم من المساءلة من قبل الحكومة السورية.

ونشرت الوكالة الرسمية (سانا)، أمس، عن وصول وفد تقني من وزارة الخارجية والمغتربين إلى مدينة بون بولاية شمال الراين في ألمانيا، لاستكمال التحضيرات الفنية والإدارية لإعادة افتتاح مقر القنصلية العامة، وذلك بعد استكمال أعمال تطوير الخدمات القنصلية في سفارة الجمهورية العربية السورية ببرلين.

Exit mobile version