مشاريع للاستدامة في سراقب بعد خمس سنوات من التهجير

بعد أكثر من خمس سنوات من التهجير والدمار الذي لحق بمدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي شمال غربي سوريا، بدأت الحياة تدبّ مجدداً في شوارعها وأسواقها ومنازلها باكتمال سلسلة مشاريع خدماتية وتنموية دشّنت اليوم الأربعاء، واعتبرت الأوسع منذ تحرير المدينة.

افتقدت سراقب، التي تقع عند تقاطع الطريقين الدوليين “إم 4” وإم 5″، وبدت بعد الحرب أكواماً من حجارة أنقاض، ولم يخلُ فيها منزل من دمار جزئي أو كلي، طويلاً أبسط مقومات الحياة.

ومع عودة أهلها تدريجياً بقيت معضلة البنى التحتية والخدمات العامة الأكثر ثقلاً فتدخلت منظمات غير حكومية ولعبت دوراً بارزاً في إعادة تفعيل الحياة اليومية للمدينة.

وأعلنت جمعية “عطاء” اليوم الأربعاء انتهاء أعمال ترميم وتأسيس خمس مدارس، وتأهيل وتشغيل ثلاث محطات مياه، وإعادة تأهيل كاملة لشبكات المياه والصرف الصحي، وبناء 22 شقة سكنية، وترميم 207 منازل، وتزويد السوق التجاري بإنارة وصيانة منشآته، وأيضاً تعزيز خدمات النظافة العامة.

ودُشنت هذه المشاريع بحضور رسمي وممثلين لجهات مانحة، في مقدمها منظمة قطر الخيرية، وصندوق مساعدات سورية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

قال خالد العيسى، المدير العام لجمعية “عطاء”، لـ”العربي الجديد”: “تمتد مشاريعنا من إدلب شمالاً إلى دمشق جنوباً، لكن معظمها يتركز في ريف إدلب الجنوبي الأكثر تضرراً وتدميراً. انتهينا الآن من مدينة سراقب، وسننتقل إلى مدينة معرة النعمان لتأهيلها والمساهمة في إعادة إعمارها كي نساعد السكان على ترك الخيام والعودة”.

وتابع: “ومن أهم التغييرات التي طرأت على عملنا في العامين الأخيرين الانتقال من المشاريع المؤقتة التي تشمل خيام السكن وتلك المدرسية لمنع انقطاع الطلاب عن التعليم إلى مشاريع تراعي معايير الاستدامة”.

وقال أحمد الإبراهيم، منسق مشاريع قطر الخيرية، لـ”العربي الجديد”: “تركز قطر الخيرية على تنفيذ مشاريع لإعادة الإعمار والتأهيل في ريف إدلب الجنوبي التي كان لها النصيب الأكبر من القصف والتهجير، وستشهد الأسابيع المقبلة تدشين مشاريع عدة لإعادة الإعمار تشمل ترميم وحدات سكنية وبنى تحتية ومدارس ومساجد وأسواق تجارية”.

مضيفاً أن إضافة إلى تنفيذ مبادرات في الصحة والتمكين الاقتصادي. الاحتياجات كبيرة جداً، لكن المبادرات التي ننفذها ستصنع فارقاً سيشعر به الناس، وسيحتاج ذلك إلى وقت ربما سنة أو أكثر، وإلى تضافر الجهود سواء الحكومية أو المنظمات وحتى الأفراد.

وأكد همام علوان، نائب المدير التنفيذي لصندوق مساعدات سورية، في حديثه لـ”العربي الجديد”: “ينسّق الصندوق مع الحكومة السورية والوزارات المعنية، وأيضاً منظمات المجتمع المدني، لأن المشاريع تصبّ في استراتيجية الدولة، ونعد بزيادة المساهمة في مشاريع تعافي المدن المنكوبة، خاصة في ريف إدلب الجنوبي”.

وفعلياً لمس أهالي المدينة بسرعة التأثيرات الكبيرة لهذه المشاريع على حياتهم، وقال سامي رشاد حاج علي لـ”العربي الجديد”: “المشاريع التي نُفِذت في مدينة سراقب سبب الرئيسي في عودة سكان كانوا تهجروا من منازلهم، وفعلياً عاد جميع أهل سراقب، باستثناء من يرتبط بعمل في مكان إقامته أو من كان منزله مدمراً بالكامل”.

العربي الجديد- عامر السيد علي

Exit mobile version