أعلنت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية سادكوب، اليوم الجمعة، عن تعديل جديد في أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الدولة، في خطوة تُعد الثانية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، والرابعة منذ بداية العام، وفق تتبّع البيانات الرسمية.
وبحسب بيان الشركة، بلغ سعر ليتر البنزين 90 أوكتان 13,200 ليرة سورية، وليتر المازوت 11,400 ليرة سورية، فيما وصل سعر البنزين 95 أوكتان إلى 14,760 ليرة سورية.
كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 142 ألف ليرة سورية، والغاز الصناعي إلى 227 ألف ليرة سورية، على أن يلتزم أصحاب محطات الوقود ومراكز التوزيع بالتسعيرة الجديدة.
ويأتي هذا القرار بعد خمسة أيام فقط من تعديل سابق في 26 أكتوبر، حين رفعت الشركة الأسعار بالتوازي مع زيادة سعر الصرف الرسمي المعتمد إلى 11,800 ليرة للدولار.
ويرى مراقبون أن تواتر القرارات يعكس توجّه الحكومة نحو تحرير تدريجي لأسعار الطاقة وربطها بالكلفة الحقيقية للاستيراد.
وكان المدير العام للشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية طارق عصفور قد أكّد في تصريح سابق لـ”العربي الجديد” أن “تسعير الغاز أصبح مرتبطاً بالأسعار العالمية، ما يعني احتمال ارتفاعه أو انخفاضه تبعاً لحركة السوق الدولية”،
موضحاً أن “هذا التوجّه الجديد “يربط الأسعار المحلية بالعوامل الخارجية بدلاً من تثبيتها بقرار حكومي كما كان يتم سابقاً”.
ويشير اقتصاديون إلى أن ربط الأسعار المحلية بالسوق العالمية سيجعل السوق السورية أكثر عرضة للتقلبات الدولية، خصوصاً مع تراجع الدخل المحلي وضعف أدوات الحماية الاجتماعية، الأمر الذي قد يزيد الفجوة بين الأجور وتكاليف المعيشة خلال الأشهر المقبلة.
ويؤكّد أحد الخبراء الاقتصاديين في دمشق أن “القرارات المتتالية برفع أسعار المحروقات تؤكد أن الدولة تتجه نحو رفع الدعم بالكامل، مع إبقاء هامش رمزي فقط لحماية الفئات الأشد فقراً”،
مضيفاً أن الزيادات المتكررة لم تنعكس بتحسين الخدمات أو انتظام التوزيع، بل فاقمت حالة الركود ورفعت أسعار النقل والسلع الأساسية.
ويخشى مواطنون من أن يؤدي الرفع الأخير إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار في الأسواق، خصوصاً في قطاعي النقل والمواد الغذائية، فيما تبرّر الحكومة قراراتها بأنها تصحيح للأسعار وفق التكاليف الفعلية، وبأنها خطوة ضرورية لضمان استمرارية التوريد.
وتُعدّ هذه الزيادة الرابعة منذ مطلع عام 2025، إذ كانت “سادكوب” قد رفعت الأسعار في 23 يناير/ كانون الثاني، ثم في 7 أكتوبر،
تلتها زيادة جديدة في 26 أكتوبر، وصولاً إلى الزيادة الحالية في 31 من الشهر نفسه، في سلسلة متقاربة زمنياً تشير إلى اتجاه تصاعدي مستمر في أسعار الطاقة خلال العام الجاري.
العربي الجديد- عبد الله السعد
