انتشار ملحوظ للكلاب الضالة في حلب!

شهدت شوارع مدينة حلب خلال الفترة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للكلاب الضالة، في ظاهرة أثارت قلق عدد من السكان، ولا سيما في الأحياء السكنية، ما دفع بعض الأهالي، بدافع الخوف، إلى اللجوء لأساليب مختلفة للتعامل مع هذه الظاهرة.

وبحسب روايات عدد من الأهالي، تنشط الكلاب الضالة غالباً خلال ساعات الليل، وتظهر في أحياء عدة من المدينة، منها الحمدانية وباب جنين والإذاعة.

وفي هذا السياق، قالت ملك مفتي، إحدى سكان حي الحميدية، لصحيفة ” الثورة السورية”، إنها تعاني من التجمع الكبير للكلاب في الحي، ولا سيما أثناء توصيل أطفالها إلى المدارس صباحاً،

مشيرةً إلى أنها تقدمت بعدد من الشكاوى إلى منظمات وجهات حكومية مختلفة، من دون التوصل إلى حلول حتى الآن.

من جانبه، أوضح رجب محمود، أحد سكان جمعية الزهراء، أن الكلاب في شارعه تتجول في مجموعات مؤلفة من خمسة إلى سبعة كلاب، ما يثير الخوف في نفوس السكان، وخاصة الأطفال.

وأضاف أن تجوالها في جماعات، ولا سيما في ساعات الصباح الأولى، يسبب قلق الأهالي خشية تعرضهم لهجمات، رغم عدم تسجيل أي حوادث من هذا النوع حتى الآن، على حد قوله.

في المقابل، عبّرت عبير منصور عن حزنها إزاء ردود الفعل العنيفة التي تتعرض لها هذه الحيوانات، مؤكدةً أن وجودها بين الناس لا يشكل ضرراً،

وأن الكلاب الموجودة حالياً في الشوارع هي كلاب ضالة وليست مسعورة، وهي أليفة بطبيعتها، وتخرج ليلاً للبحث عن الطعام دون أن تسبب أي مشكلة لسكان الحي، بحسب تعبيرها.

وبخصوص الإجراءات الرسمية، أكد مجلس مدينة حلب لصحيفة “الثورةالسورية عدم وجود حملات حالياً لجمع الكلاب الضالة، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي إجراء رسمي متخذ بهذا الشأن في الوقت الراهن.

رفق للعناية بالحيوان

وفي تصريح خاص لصحيفة “الثورة السورية”، أوضحت ديالا غشيم، رئيسة مجلس الإدارة في جمعية “رفق”، أن الجمعية تأسست منذ 12 عاماً، وكان الدافع الأساسي لنشأتها الحد من ظاهرة تعنيف الحيوانات.

وأوضحت أن العمل في بدايات الجمعية كان تطوعياً من دون وجود مركز أو مقر، فيما يبلغ عدد أفراد الفريق حالياً 25 شخصاً، يعمل 90% منهم بشكل تطوعي، إضافة إلى عمال في ملجأ الحيوانات الأليفة التابع للجمعية.

وأشارت غشيم إلى أن المتطوعين موزعون على أربعة فرق رئيسية، هي: فريق متخصص بجمع الكلاب الشاردة، وفريق خاص بالتوعية، وفريق يعمل داخل الملجأ، وآخر مخصص لإنقاذ الحيوانات داخل مدينة حلب والمدن السورية.

وأكدت أن الجمعية تتلقى شكاوى المواطنين بشكل مستمر بخصوص الكلاب الضالة، ولا سيما في مناطق الحمدانية، وسليمان الحلبي، وجمعية الزهراء، والمحطة الحرارية، وداخل الحرم الجامعي، حيث يقوم الفريق بالاستجابة لهذه الشكاوى وجمع الكلاب الشاردة من الشوارع.

وأضافت أنه بعد جمع الكلاب، تخضع للقاحات اللازمة ضد داء الكلب، ثم تُعرض للتبني لصالح أصحاب المزارع الذين يحتاجون إلى كلاب للحراسة، فيما يُعاد توطين العدد المتبقي في أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية.

أما الحيوانات المريضة التي يتم جمعها من الشارع، فأوضحت غشيم أنها تتلقى العلاج المناسب وفق حالتها الصحية، وبعد شفائها يُعاد قسم منها إلى مناطقها،

انطلاقاً من إيمان طاقم الجمعية بحرية الحيوانات، في حين يُعرض قسم آخر للتبني، ولا يبقى في الملجأ سوى الحيوانات المعاقة، التي تحظى بإقامة دائمة ورعاية مستمرة تحت إشراف الجمعية.

وفي ختام حديثها، أكدت غشيم أن الجمعية غير ممولة وتعتمد بشكل كامل على التبرعات أو التمويل الشخصي من أفرادها، مشيرةً إلى سعي الجمعية حالياً لتأمين مكان ثابت للحيوانات الشاردة والمقيمة بشكل دائم في الملجأ.

الثورة السورية – راما نسريني

Exit mobile version