يرى الإنسان أحلاماً قد تكون جميلة، وأحياناً مخيفة، يحدث ذلك دون تدخل واعٍ منه، فهل ما يشاهده في منامه يكون بالأبيض والأسود أم بالألوان.
تحدث هذه الأحلام نتيجة نشاط أجزاء مختلفة من الدماغ وهي اللوزة الدماغية، المسؤولة عن العواطف، والتي تكون نشطة جداً، بينما تميل القشرة الجبهية إلى الهدوء، مما يسمح للأحلام بالانتقال بين مشاهد مختلفة دون حبكة واضحة.
نتيجة لذلك، يمكن أن تكون الأحلام مؤثرة جدًا أو ممتعة، أحيانًا لدرجة يشعر فيها الشخص بخيبة أمل عند الاستيقاظ لأنها ليست حقيقة.
تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% إلى 80% من الناس يحلمون بألوان، لكن هذه النسبة قد تكون أقل من الواقع لأن العلماء يعتمدون على ذكريات الحالمين.
يُجرى البحث عن طريق مراقبة النوم في المختبر، باستخدام مخطط كهربية الدماغ وأقطاب كهربائية لتتبع نشاط الدماغ وحركات العين خلال مرحلة حركة العين السريعة، حيث تحدث غالبية الأحلام.
بعد الاستيقاظ، يُسأل المشاركون عما كانوا يفكرون فيه خلال الحلم، لأن الأحلام تتلاشى بسرعة بعد الاستيقاظ.
تتغير تجربة الأحلام مع العمر؛ كبار السنيقلون إنهم يرون أحلاماً أقل ألوانًا مقارنةً بالشباب، ويُعتقد أن وسائل الإعلام في الصغر تؤثر على ذلك.
كما يحلم المكفوفون أيضاً، فالمكفوفون بعد سن الخامسة يرون صوراً بصرية، بينما المولودون من دون حاسة النظر يعتمدون على الحواس الأخرى مثل السمع واللمس والشم.
ينسى معظم الناس أحلامهم لأن الحُصين، المسؤول عن الذاكرة طويلة المدى، يكون معطلاً جزئياً أثناء نوم حركة العين السريعة.
يمكن تحسين تذكر الأحلام عن طريق تدوينها فور الاستيقاظ في دفتر ملاحظات بجانب السرير، وهو أفضل أسلوب للاحتفاظ بقصص الدماغ الخيالية.
أما عن معنى الأحلام، فلم يعد العلماء يعتقدون بوجود رموز خفية محددة، خلافاً لفرويد الذي رأى الأحلام “الطريق الملكي إلى اللاوعي”، الأحلام ممتعة ومثيرة للتأمل، لكن لا يوجد دليل علمي قوي على أن كل حلم يحمل معنى محدد.
الأحلام تجارب حسية غنية تتيح لنا العيش في عوالم غير واقعية، ويمكن تذكرها بشكل أفضل بالتدريب والملاحظة اليومية، مع الاستمتاع بعالم العقل الباطن الذي ينسج هذه القصص الليلية.
البيان
