تشهد المنشآت السياحية في جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا بمحافظة ادلب، على طريق عام حلب- اللاذقية، حركة نشطة لإعادة افتتاحها، استعداداً لموسم الاصطياف للعام الجاري.
ويأمل أصحاب المنشآت السياحية، وخصوصاً المطاعم والمقاهي، بإقبال أهالي حلب إليها كسابق عهدهم بها، على اعتبارها أهم وجهة اصطياف تقليدية لهم لأكثر من قرن مضى، بسبب قرب المنطقة من مدينة حلب (70 كيلو متراً) واشتهارها بهوائها المنعش وجودة مأكولات مطبخها الذي يقدّم الوجبات الحلبية الشهيرة مثل اللحمة بكرز المميزة للمطبخ الحلبي.
وبرغم التحديات الاقتصادية والخدمية وحجم الدمار الكبير الذي خلّفه النظام البائد في مباني ومنشآت جبل الأربعين، بالإضافة إلى الآثار التي خلفها الزلزال وضعف التمويل اللازم “إلا أننا نبذل قصارى جهدنا لمواجهة التحديات وتوفير أجواء مريحة وجاذبة للزوار، عبر تحسين خدماتنا مثل التكييف والإنارة الجيدة، لإعادة الألق إلى منطقتنا، التي لطالما شكلت مقصداً سياحياً مهما لأبناء محافظتي إدلب وحلب وباقي المحافظات السورية، مع أنها فقيرة بمنشآت المبيت الفاخرة، ولذلك يقصدها سياح اليوم الواحد”، حسب قول صاحب مطعم يتجهز للافتتاح في جبل الأربعين لصحيفة “الوطن” السورية.
ولفت إلى أن الموسم السياحي يبدأ مطلع أيار ويمتد إلى نهاية أيلول، وربما تشرين الأول، وتوقّع إقبالاً ملحوظاً من الحلبيين لقضاء فترة المساء وقسط غير يسير من الليل، كعادتهم في السنوات التي سبقت الثورة “الأمر الذي سينعش قطاع السياحة الحيوي”.
وتقول إحصائية إن أعداد المنشآت السياحية في مدينة أريحا مع جبل الأربعين، حققت قفزة لافتة في السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت ترميم 150 منشأة، أضيفت إلى 50 أخرى عاملة قبلاً، ما يُشكّل انطلاقة واعدة لقطاع السياحة الذي تعوّل عليه المنطقة لضخ استثمارات جديدة فيه وتوفير فرص عمل لأبنائها.
واستبق مجلس مدينة أريحا موسم الاصطياف، بصيانة المرافق العامة وتنفيذ حملات نظافة يومية وتشجير الأرصفة الممتدة من المدينة إلى قمة جبل الأربعين، التي تشرف على المناطق المجاورة في مشهد خلاب يسلب الأنظار ويستهوي المصطافين.
وكشف مُدرّس مادة الرياضيات في معاهد حلب الخاصة أحمد كرزون، أنه يستعد مع عائلته لزيارة جبل الأربعين مطلع الشهر القادم لتناول وجبة اللحمة بكرز في أحد المطاعم الأرمنية التي تشتهر بها “حيث تشتهر منطقة أريحا بزراعة أشجار (الوشنة)، الأقرب للحموضة مقارنة بالكرز واللازمة لصناعة هذا الطبق اللذيذ المزيّن بحبات الصنوبر واللوز، والمُكوّن من كرات لحمة مقلية أو مشوية بالدهن ومغمورة بصوص (الوشنة) الذي يعلو مثلثات الخبز”، على حد قوله ل “الوطن”، وأشار إلى أن العديد من الحلبيين يقصدون جبل الأربعين لتناول هذه الوجبة.
يذكر أن جبل الأربعين، يقع على ارتفاع 877 متراً عن سطح البحر، في قمة من سلسلة جبال الزاوية شمال غرب البلاد، ويتمتع بمظاهر طبيعية خلابة تتخللها بساتين الفواكه والتين والزيتون وينابيع المياه، في حين تعدّ مدينة أريحا القديمة من أهم المدن التاريخية الموغلة في القدم، ويعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة.
ويشيع في الوسط الطبي بحلب، أن الأطباء يوصون مرضاهم المصابين بالربو وبالأمراض المزمنة بقضاء وقت استجمام في جبل الأربعين، لما يتمتع به من هواء نقي وعليل.
